المادة    
  1. معنى التضرع إلى الله وأسبابه

     المرفق    
    السؤال: ما هي أسباب التضرع إلى الله؟
    الجواب: ذكرنا أن الإنسان في كل وقت محتاج إلى أن يدعو الله، وأن يتضرع إليه، ولعلنا لو رجعنا إلى المعنى اللغوي للتضرع لأفادنا في معرفة المعنى الشرعي، فالتضرع: كلمة اشتقت من الضَرع، والضَرع معروف لذوات الخف من الحيوان، كالإبل والبقر التي يكون فيها ضَرع.
    والتضرع أن يأتي صغير هذه الحيوان فيرتضع ويلتقم هذا الثدي، فتراه عند ارتضاعه يلح ويرتفع ويحاول بكل قوته أن يجذب هذا اللبن الذي لا يمكن أن يعيش إلا به، نعمة من الله وفضلاً، ففي هذه الصورة البيانية مثل هذا الضرع، من جهة أن أصل خروج المولود هو من هذه الأم، كما أن أصل نموه -بإذن الله تعالى- ناشئ عن هذه الأم، ثم هو لهذا لا يمكن أن يستغني عنها، فلو قطع عنه اللبن لما أمكن أن يعيش أبداً بهذا الشكل.
    وكذلك أيضاً أصل الإنسان وجوده، هو من رحمة الله وفضله، ثم هو لذلك يحتاج أن يرفع يديه وأن يتضرع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويلح في الدعاء، ويجتهد بحرص على ما يقيم حياته ويدفع عنه الشر والسوء، كما يجتهد ويلح ويحرص ذلك الحيوان عندما يرتضع من الثدي أو الضرع، ففي كل وقت وفي كل لحظة، نحن لا نستغني عن الله، ولهذا كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو بقوله: {ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين}.
    فانظر إلى هؤلاء الكفار الذين وكلهم الله إلى أنفسهم -قديماً وحديثاً- واستدرجهم بالنعم فظنوا أنهم أقوى ما يكونون، فعندها يخذلهم الله عز وجل، فيفقدون قواهم ويكونون أحوج ما يكونون إليه، فيسقطون وإذا بهم لا شيء، وتذهب كل قوة إلا من عصمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وحفظه بقوته، فأسباب التضرع كامنة في كل حركة من حركاتك، فأنت في كل يوم تحتاج إلى أن يرفع الله عنك البلاء، وأن يرزقك وأن يعطيك الصحة والعافية، وأن يوفقك لطاعته، فعليك أن تتمسك بدينه وألا تستغني عنه لحظة، ولذا فأسباب التضرع والدعاء قائمة.
  2. الصدقة من أسباب رفع البلايا

     المرفق    
    السؤال: نلاحظ في هذه الأيام قلة التصدق على الفقراء، ولم تعد هناك أموال تذهب إلى المسلمين في إفريقيا وأفغانستان وغيرها، فهلاَّ ذكَّرتم الناس بالتصدق؟
    الجواب: إن من أعظم ما يدفع الله تعالى به العذاب الصدقة، كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اتقوا النار ولو بشق تمرة} وهي من أفضل الأعمال، فإنها تطفئ الخطايا، ويدفع الله تعالى بها البلايا، ولا شك أننا في بلد أنعم الله علينا فيه بنعم عظيمة، ولو تذكرنا حال الأمم والشعوب الأخرى لعجبنا، فنحن هنا لا نتضرع، وقليل من الناس من يتضرع إلى الله كل يوم أن يطعمه الله أو يسقيه، فنحن لا نسأل الله ذلك؛ لأن الطعام والشراب والأكل متوفر عندنا، وقد يوهمنا الشيطان أننا لا نحتاج إلى الله -تعالى الله عن ذلك- فلوفرته فهو مثل الهواء مع أنه حتى الهواء نحتاج أن ندعو الله أن يحفظه لنا، وفي كل شيء نحتاج أن ندعو الله.
    ولنضرب لكم مثلاً مما نعيشه، فنحن لا يهمنا مسألة الطعام والشراب، وإنما أكثر الناس همومهم في العمارات وفي غيرها، وفي أرزاقهم ووظائفهم وفي زيادة مالٍ في كذا وكذا، وأكثر من نصف الشعوب في العالم -كما في تقارير الأمم المتحدة- تعاني من سوء التغذية، فهي تحتاج أن تأكل أكلاً سليماً، وتحتاج أن تشرب ولكنها لا تجد!!
    فانظروا كيف هذا الحال الذي نعيش فيه، وكيف تعيش تلك الشعوب والأمم، الواحد منا لو سافر إلى تلك البلاد ومعه الأموال -والحمد لله- قد لا يجد أكلاً نظيفاً يأكله، وقد لا يجد ما يريد من الفاكهة وإن وجد فقد يجد نوعاً رديئاً في حالة يرثى لها، بينما هنا الفاكهة تداس وترمى، وتورد بملايين الأطنان، فنحن نعيش في بحبوحة ورخاء وسراء، ثم نغفل عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وانتقامه وسريع غضبه، ولا نفطن لأحوال إخواننا المسلمين الذين يحتاجون إلى ذلك.
    فأقول: يجب مضاعفة النقود في التصدق لمنفعتها، بل لمنافعها العظمى التي منها أن يدفع الله تبارك وتعالى عنا العذاب ويرفعه.
  3. اختلاف العقائد سبب في اختلاف الحكومات والشعوب

     المرفق    
    السؤال: ما سبب اختلاف الدول العربية فيما يتعلق بقضية العراق؟ وهل ينطلق هذا الاختلاف من منطلق سياسي, أم من منطلق عقدي؟
    الجواب: الدول التي لم تصوت مع الإجماع الذي وقع في جامعة الدول العربية, أو الدول التي رفضت القرارات هي الدول البعثية, أو الدول التي للبعث فيها وجود قوي, أو تتأثر بآراء البعث من قريب أو بعيد.
    إذاً القضية قضية عقيدة, ونحن في هذه الأيام وبناء على هذه الوقائع بدأنا نتكلم عن هذا الحزب ونتعرف على الحكم الشرعي له، إننا إنما نتكلم عن جناح من أجنحته, أو عن زعيم من زعمائه, فيما الزعماء الآخرون وهم بعثيون مثله فإننا لا نتكلم عنهم.
    مشكلتنا أننا كما عبر ذلك اليهودي الخبيث بقوله: إن العرب لا يقرءون, وأخشى أننا نقول: لا؛ نحن نقرأ, ولكن ماذا نقرأ؟ كثير من الناس يقرءون.. ولكن لا يقرءون ما يهم الأمة وما يجب أن يعلموا, ووسائل إعلامنا تزيد الطين بلة, فهي لا تعرض علينا شيئاً مما يمكن أن نعرف به هذه الأحزاب الفاجرة.
    إلى ما قبل هذه الأحداث كان بعض الإخوة يذهلون إذا ذهبوا العراق، ويقول بعض الإخوان الذين يذهبون إلى العراق في رحلة علمية: ما كنت أصدق ما يقال عن العراق حتى رأيت واقع الحال!! إذ أنني كنت لا أستطيع أن أصلي, ولا أجد الكتب الإسلامية النافعة, وأجد عوضاً عن ذلك الشعارات الملحدة المعلقة في كل مكان! والتعظيم لهؤلاء الطواغيت في كل مكان! وأجد مظاهر الانحراف والانحلال والتفسخ..!! أمور عجيبة؛ لأنه كان يظن أن حال المجتمع العراقي كمجتمعنا؛ لأن العراق غير بعيدة عنا, فيفاجأ الذي يذهب إلى هناك -وهم غالباً من الطبقة المثقفة- بواقع الحال, لماذا؟! لأن الإعلام قد جعل هذه الحقائق غائبة عنا, لم يعرفنا بأعدائنا, إعلام المسلسلات والأغاني والمقابلات والتراث الشعبي والعرضات.. إلخ, ونشرات أخبار عادية جداً لا تسمن ولا تغني من جوع.
    هذا ليس هو الإعلام الذي يجب أن يكون في أمة تعاني من أعداء يحيطون بها من كل جهة.
    أمة تحارب من أجل عقيدتها, ويتكالب عليها الشرق والغرب من كل مكان, يجب عليها أن تعرف عقيدتها أولاً, ثم تعرف هذه العقائد الباطلة وتعرف أصحابها.
    ثم فوجئ -كما ذكر بعض الإخوة- بأنه يوجد فروع أو أعضاء من حزب البعث في السعودية, نعم؛ أعندنا عهد من الله ألا يكون فينا شيوعي؟! أعندنا عهد من الله ألا يكون فينا بعثي؟! من أين لنا ذلك ونحن في خواء عقدي كما ترون؟!
    بعضكم قد سمع ولا شك -ممن يتابع الدروس عندنا- كيف أن بعض الأساتذة في بعض الجامعات يقولون كلاماً في منتهى الإلحاد, وهم يدرسون عندنا, ومن أبناء جلدتنا, ويتكلمون بلغتنا, منهم البعثي, ومنهم الشيوعي, ومنهم العلماني الذي ينهج الطريقة الأمريكية, ومنهم الديمقراطي.. ومنهم ومنهم.. فكيف يكون حال أبنائنا حينما يصل الواحد منهم إلى الثانوية وهو خواء, ليس لديه من الإيمان شيء, فكيف لا يكون هذا الانفتاح على العالم كما يسمونه ويطالبون به, وإن آخر ما طالب به هؤلاء قناة ثقافية تختص بنقل الموروثات الثقافية الغربية؛ وذلك لتكون وسلة مباشرة لإيصال الثقافية العالمية إلينا, سبحان الله!
    حتى هذا الذي يبحث عن الانفتاح الثقافي, فنسأله قائلين: ما الذي سوف يأتينا من ثقافة الغرب أو الشرق؟! كيف تتحصن كل دولة من دول العالم بالمحافظة على لغتها وعلى تقاليدها وعلى عاداتها, حتى على مستوى دول صغيرة مثل: هولندا, والدنمارك وغيرها, هذه الدول لها لغات محلية لا يتكلم بها إلا أهلها, وهم يجاورون فرنسا من جهة, ويجاورون إنجلترا من جهة, وهاتان الدولتان من أعظم دول العالم, وأوسع اللغات انتشاراً في العالم الإنجليزية والفرنسية, وهي أوروبية ونصرانية وتتفق مع أولئك في سياستها وفي أمورها كلها, وسوف تتوحد معهم أيضاً وتكون دولة واحدة ومع ذلك يحرصون ألا تتسلل إليهم الأفلام الإنجليزية أو الفرنسية, أو أن تؤثر فيهم الثقافة الفرنسية والإنجليزية ليحتفظوا بلغتهم وآدابهم وتاريخهم وهم عدد محدود جداً, فيا سبحان الله! هذا حالهم وهم على دين واحد!
    أما نحن فالأبواب مشرعة لكل لغة, ولكل ثقافة, ولكل من هب ودب, وقل أن تجد في صحفنا اليومية صفحة من صفحات الأدب أو الفكر إلا وهي تترجم لشعراء أو لأدباء أو مفكرين على شتى المبادئ, ومن مختلف البلدان..!!
    ثم بعد ذلك نستغرب أن يوجد بيننا بعثيون, بل إنهم موجودون, والحزب قديم, وأنا أحيلكم إلى كتب الشيخ أحمد محمد باشميل نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم له بالخاتمة الطيبة, كان يطالع ويجول وحده في الميدان, ولم يكن معه إلا الله سبحانه وتعالى, وله كتب جلها تتكلم عن البعثيين المجرمين, ويذكر عن بعضهم أنهم كانوا يبثون فكرهم هنا, وكانت لهم بعض الصحف تصدر في المملكة, فنقول: نعم لهم وجود, وكان لهم بعض المدارس المشهورة في الرياض, وأذكر عندما كنا في الرياض وأنا في الإبتدائية كنا نعلم أن إحدى الثانويات في الرياض بعثية التوجه والعقيدة, وكانوا يحاولون أن يخرجوا منها مظاهرات, بل قد أخرجت مظاهرات في فترة ما في شركة أرامكو في الظهران, وأنا أذكر تلك الأيام أيضاً في المنطقة الشرقية.
    ثم فيما بعد قرأت عنها بشكل أوسع, فكانت هذه الأحزاب موجودة في هذه البلاد, ومن أهم هذه الأحزاب: البعثية والناصرية, وكلهم يدعون القومية العربية وما الحداثة عنكم ببعيد, كل فكر يمكن أن ينشأ إذا غابت العقيدة الصحيحة, والإيمان الصحيح, والتمسك الصادق بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فلا نستغرب وجودها والله المستعان.. !!
  4. دور الشباب المسلم في الأزمات وكيف يتصرف

     المرفق    
    السؤال: ما هو دور الشباب المسلم في هذه الأحداث، وماذا يفعل؟ الجواب: أولاً: يجب أن نعلم ما هو أصل الداء، إن كل داء يصيبنا فهو بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في حق الله، فيجب أن نعلم ذلك وأن نرشد الأمة إليه، وأن نعرف حقيقة أعدائنا على الواقع ولا نكتفي بإخبارنا عنهم من مجرد كلام عام في وسائل الإعلام وغيرها، بل نعرف معرفة تفصيلية بحسب الإمكان ماذا يريدون؟ ولماذا جاءوا؟ فحقيقة الأمر أننا لوكنا ندرس ونقرأ ما ينشر، لكنا قد أخذنا الحيطة والحذر، ولكنا نعلم أن ما وقع سيقع، أو قريباً منه، ولعلنا في درس قادم نأتي ببعض البراهين أو البينات على ذلك -إن شاء الله- فيجب أن يكون عندنا قراءة واطلاع واسع على الواقع بحقيقته، وواقع هذه الأحزاب الكافرة، وواقع الدول المجرمة -أيضاً- في الشرق والغرب، وماذا تريد لنا؟ وماذا يفعل الكفار؛ وماذا يخططون لتحقيقه في بلادنا؟ لنكون على بصيرة من ذلك وأن نبين الحق للناس، ولا تأخذنا في الله لومة لائم، بل نقول ونوضح ذلك للكل. ومشكلة المسلمين اليوم أن الخطيب يوم الجمعة إذا خطب، أو الواعظ إذا وعظ، أوالمحاضر إذا حاضر، أو المذكِّر إذا ذكر، وتكلم عن الذنوب والمعاصي، أن كل إنسان يظن أن غيره هو المعني بهذا الخطاب، وهذه مشكلة!! فإذا قيل: المجرمون الظالمون المفسدون المقصرون في طاعة الله، فأكثر الناس يتصور أن المقصود غيره، والحقيقة أن المفروض أن كل إنسان منا عندما يقرأ كتاب الله أو يسمع الواعظ أو المذكَّر، أن يقول: إني أنا المخاطب بهذا، وأول ما يتأمل ويتفحص ذنوبه وعيوبه، وأن يعرض نفسه وأعماله على كتاب الله وعلى سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلو بدأ كل إنسان بذلك ثم ثنىّ بمن يستطيع من إخوانه وأقربائه، لوجدنا الخير ينتشر بإذن الله، أما أن نجعل المسئولية كما يجعله بعض الناس، على أناس معينين، فناس يقولون: على الحكام، وناس يقولون: على العلماء، وناس يقولون: على هؤلاء المجرمين، ففعلاً إن المجرمين في هذه البلاد كثير، ولكن لماذا لا تنظر لنفسك؟! فلربما كنت أنت -أيضاً- فيك تقصير، ولربما يكون بالنسبة إلى ما تعلمه أنت عن الله، وما تعرفه من دين الله وما ترتكبه من ذنوب هو مثل ما يرتكبونه هم، لأنهم بعيدون عن الله، ولا يعلمون عن الله، ولا يعلمون من أمر الله مثل ما تعلم، فلماذا لا يكون ذلك؟ أقول: فهذا مما يجب أن نحاسب أنفسنا عليه، وأن نقول كلمة الحق، وأن نبين ذلك للناس، أعني أن على كل واحد منا أن يجعل الأمر متعلق بنفسه، فإذا أصلحنا أنفسنا؛ فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سيدفع عنا هذا البلاء بإذنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. فالواجب كبير وهذه الأحداث هي التي تربي الشباب المسلم الحق، وهي التي تظهر الرجال، لأنه لا يقف لمثل هذه المواقف، ويقول كلمة الحق، ويعرف كيف يقولها، وأين يقولها، إلا الرجل الحق -فالحمد لله- أن الشباب المسلم كثير، وأرجو أن يكونوا -إن شاء الله- جميعاً رجالاً صادقين مع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن يعرفوا الحق، ويعرفوا كيف يبلغونه للناس، ويقولونه ولا يخشون في الله لومة لائم.
  5. التوجه الديني عند النصارى في الأزمات

     المرفق    
    السؤال: يقول الأخ: الرجاء التعليق على ما يلي: جاء في التلفزيون الأمريكي في الأسبوع الأول من الأزمة أن بوش ذهب إلى الكنيسة للدعاء في هذه الأزمة، وورد توجيه من كبار رهبان وقسيسي الكنيسة إلى عامة الناس أن يتجهوا ويدعوا في الكنيسة، وهذا الأخ يقول: إنه شاهد بعينه ذلك، ويقول: وكذلك رأيت هنا في الأخبار أن تتشر كانت في الكنيسة ثم عمل لها لقاء صحفي وقالت بشدة: إن صدام ديكتاتور يجب أن نتخلص منه؟
    الجواب: لا غرابة في ذلك، فكما ذكرنا أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يستغني أحد عنه، وكل من يريد أن يحقق أملاً أو مأرباً فإنه من الطبيعي أن يلجأ ويتضرع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حتى أيام الحرب العالمية الثانية، كان يُضطر الانجليز وحلفاؤهم من الأمريكان عندما خافوا من هتلر خوفاً شديداً إلى أن يقيموا القداسات -كما يسمونها- على ظهر البوارج -السفن- مع أنهم أصلاً لا يتعبدون ولا يدعون إلا في الكنائس.
    وأما نحن فبفضل الله تعالى علينا خصَّ به نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله صلى الله عليه وسلم: {وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً} أما هم فلا يصلون إلا في كنائسهم، ومع ذلك قالوا: نصلي على ظهور البوارج والبواخر ونتضرع وندعوا الله، حتى يكشف عنا عذاب هتلر، ففي هذه الأزمة -أيضاًَ- وقع منهم ذلك ولا يستغرب، بل الغريب الذي يجب منا أن نستغربه حقاً أننا نحن لم نتب ولم نتضرع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
    فهم غاية ما عندهم من الدين كما يزعمون أن المسيح عليه السلام قال: ''دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله''
    فهم يرون أن ما لله هذا هو الدعاء أو العبادة أو الذهاب إلى الكنيسة يوم الأحد، والباقي لـقيصر، فيظنون أن هذا هو الدين.
    أما نحن فنعلم أننا عبيد لله في كل وقت، وفي كل مكان، ولن ننتصر إلا بعبوديتنا لله، ولن نوفق إلا بعبوديتنا لله، ولن نستديم النعم إلا بالعبودية لله، والمساجد مفتوحة في آناء الليل والنهار، ومع ذلك انظروا كم من الناس -حتى لا ننفي نفياً عاماً- من لجأوا إلى المساجد وبدأوا يصلون صلاة الجماعة بعد هذه الأحداث، بعد ألم يكونوا يصلوا من قبل؟!
    كم من متبرجة كانت تتبرج في الأسواق، فلما جاءت الفتنة تركت التبرج وتابت وبدأت تصلي وتتحجب؟!
    كم من آكل للربا كان يأكله فلما جاءت هذه الفتنة تاب وأقلع عن أكله؟!
    كم.. ما أظن أن ذلك كثير والله أعلم، بل إن وجد فهو قليل، ولو كان كثيراً لدفع الله عنا العذاب، لكن هذه الأمة -إن شاء الله- آخذة في طريق النجاة.
    أما الواقع فهو كما ترون: الغفلة هي الغفلة، والتقصير هو التقصير، والمعاصي هي المعاصي، فهذا الغريب فينا نحن، أما هم فلا يذهبون إلى الكنيسة ولا يدعون الله إلا في مثل هذه الحالة، والله تعالى ذكر أن الكفار يدعونه في حال الشدة.
  6. من لوازم التضرع الابتعاد عن المعاصي

     المرفق    
    السؤال: هل ينفعنا التضرع الآن ولا تزال المنكرات بيننا لم تتغير؟ الجواب: هذا من ذاك، نريد أن نغير المنكر لا أن ندعوا الله ونُصِر على المنكر، لكن التضرع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يستلزم الإقلاع عما نحن فيه من المنكر، ولا شك أن من يدعو الله صادقاً بقلب خالص، ويبتعد ويتجنب معاصي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولا يقرب منها أن الله يستجيب له؛ لأن التضرع إلى الله لا يقصد به مجرد الدعاء فقط، بل يقصد به -أيضاً- الإقلاع عن الذنوب وترك المعاصي. يجب أن نصلي الصلوات الخمس جماعة حيث ينادى بهن، وأن نتلافى التقصير، ونقبل على قراءة كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن ننكر المنكرات، بل يجب أن نحيي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيننا، في مجتمعاتنا وفي أسواقنا وفي مجالسنا وفي كل مكان.
  7. من التضرع القنوت في الصلاة

     المرفق    
    السؤال: هل يكون التضرع أيضاً في القنوت في الصلوات كما قنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ الجواب: نعم، القنوت من التضرع، ولا بأس به -إن شاء الله- فإذا لم يُفعل جماعةً فنستطيع أن نفعله فرادى، والدعاء فرادى وفي جوف الليل والإنسان خال بربه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من أرجى أنواع الدعاء، وكل منا يدرك ذلك -ولله الحمد- فافعلوه، وهل يضيرنا في شيء؟! بل هو والله خير لنا في الدنيا والآخرة، فهذا الدعاء خير لنا في معادنا وفي مآلنا بل نحتاجه، ونؤجر عليه، ونثاب عليه، كما في حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بأن نُعطى ما دعونا أو نعطى من الخير مثله أو يُصرف عنا من الشر مثله، فالدعاء كله خير، وكله بركة، فإذا دعونا الله فلنستحي بطبيعة الحال أن نعصيه، بل يجب أن يجدنا حيث أمرنا، وأن لا يجدنا حيث نهانا، والله المستعان.
  8. إنكار المنكر يكون بالبحث عن جذوره لاستئصاله، ولا يمنع من الإنكار الفردي

     المرفق    
    السؤال: يواجه كثير من الدعاة حرج شديد عند رؤية المنكر التي تكون المرأة طرفاً فيه، كأن يرى امرأة متبرجة وهناك من يسير خلفها من أهل السوء إلى آخر المشاهد السيئة، فكيف يكون إنكار هذه المنكرات بالطريقة الصحيحة؟
    الجواب: مع أننا نقول بضرورة المبادرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه من أعظم أسباب الوقاية من العذاب، فإن ذلك لا يعني أن نتسرع في أي منكر فننكر بأي إنكار وبأي وسيلة، لكن كل شيء لابد أن نأخذ له أسبابه وطريقه الصحيح، ونعالجه بالحكمة، فالحكمة: هي وضع الشيء في موضعه، ومن ذلك أن نفكر في أسباب صادقة وجادة وبعيدة المدى في إنكار هذه المنكرات، فليس بالضرورة أن تستثار أعصاب الشاب أو حمية الغيرة لهذه المرأة بالذات، لكن يمكن أن نفكر كيف نقضي على هذا المنكر من مصابَّه ومنابعه.
    فأمامنا منكر عظيم جداً يجب أن نتنبه له، ألا وهو: التبرج والتعري الذي في أسواقنا مع قلة عدد الكفار الموجودين بالنسبة إلى مجموع السكان الآن، وسيكثر لمجيء هؤلاء مما قد يسهل لهم المجيء إلى بلادنا أكثر، فأقول: ستنفتح أبوابٌ للمنكرات أكثر، فلتكن نظرتنا أبعد من مجرد أن ننكر على هذه المرأة في السوق، وإنما نفكر كيف يمكن أن نغير هذا المنكر من أساسه، ولا سيما الإخوة الدعاة الذين لديهم الفكر وبُعد النظر، ولا يقصد بذلك أننا لا ننكر على أي امرأة بمفردها، فلنجتهد في ذلك، وعلى أية حال لا بد أن أتوقع الأذى ((وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ))[لقمان:17].
    ولا بد من الصبر؛ لأن الصبر مقرون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا بد أن نؤذى، فليس من الشرط أننا لا نخطئ فقد نخطئ وقد نؤذى ونحن لم نخطئ، فلابد من أن نؤذى في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولنتحملْ ذلك، وإذا قمنا به ونحن كثير -والحمد لله- فإن هذا سيدفع الشر -إن شاء الله- وسيقلل من المنكر، ولو لم يكن فيه إلا الإعذار إلى الله لكان ذلك أمراً عظيماً وخيراً كثيراً.
  9. آثار أحداث الخليج على الصحوة

     المرفق    
    السؤال: ما أثر هذه الأحداث في الخليج على مسيرة الصحوة الإسلامية؟ وهل هناك من إيجابيات نأخذها من هذه الأحداث؟
    الجواب: أعداء الإسلام لا شك أنهم يريدون أن يقضوا على هذه الصحوة، وأن يذلوها ويستفردوا بها عن الأمة، ولذلك فلنتوقع ضعفاً ولو مؤقتاً، لمسيرة الشباب للإرباك الحاصل بين الشباب، والخلاف والحيرة الدائرة بينهم في التعامل مع هذه الأحداث، فكل ذلك مما يعيق مسيرة الصحوة، وقد يكون الأمر أكبر من ذلك أيضاً وقد يؤذى بعض الدعاة عموماً على مستوى الأمة، نسأل الله لنا ولهم العفو العافية.
    وأما الإيجابيات، فأنا أرى أنها أكبر وأعظم من السلبيات، بشرط أن يعرف الدعاة موقعهم في الأمة، وأن يتقوا الله ويقوموا بالواجب الذي أمرهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى به، وأن لا يتخلوا عن واجبهم ومسئوليتهم، وعن ما يجب عليهم ويكلوه إلى غيرهم، فإذا أحسنا التعامل مع الأحداث والاستفادة منها فأنا آمل خيراً كثيراً فيها، لأنه ما من حدث وقع في الأمة الإسلامية من قديم، إلا وكان فيه خيراً لها والحمد لله.
    وإليكم على ذلك مثالاً: لمـَّا جاء التتار كان فيه خيراً، فـشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية، ومن كان معه من أهل الخير والعلماء وأهل السنة جميعاً، لم تظهر قيمتهم وفضلهم والتفاف الناس حولهم، إلا لما جاءت فتنة التتار، وجاهدوا في الله حق جهاده، فقد كان لهم خير وفضل، ولكن أقول: إن ذلك مما أظهرهم الله تعالى به.
    ومثال آخر: نور الدين وصلاح الدين -رحمهم الله- وأمثالهم، ما ظهروا في هذه الأمة إلا لما اشتدت الأزمات، فظهر أولئك الرجال الذين توكلوا على الله، وجاهدوا في سبيل الله ونصرهم الله، ونحن نتوقع أنه كلما اشتد الظلام فالفجر قريب، والآن نحن على الأقل في بداية الظلام الحالك، ولا يعلم مصيره إلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لكن نقول: إنه بإذنه تعالى سوف ينبثق من هذه الأمة شباب يؤمن بالله، ويجاهد في سبيل الله، ويعيد الحق إلى نصابه، ويكون لهم النصر على الكفار، مهما تألبوا وتكالبوا بإذنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا لا شك لدينا، وهو مصداق ما أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما وعد الله تعالى به الطائفة المنصورة.
  10. اهتمام الناس بأحداث الخليج لا يمنع من الاهتمام بكل الأحداث بل هو المطلوب

     المرفق    
    السؤال: نلاحظ أن هم الناس ينصب على قضية العراق والكويت، ونسوا قضية أفغانستان وفلسطين بعد ما كانت همهم الأكبر؟
    الجواب: نحن المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فلا ينبغي أن تشغلنا قضية عن قضية، وإن كان بعضها أهم من بعض بلاريب، ولكن لضعفنا وتفرقنا وقلتنا، والقلة لا نعني بها الغثاء، فالغثاء كثير، لكن قلة من لديه البصيرة، كان هذا سبباً من أسباب أن الأمة تشتغل فتُلهى بقضية عن قضية، ولذلك أصبحت كالكرة يتراماها الأعداء، وكل ما انصرفوا إلى قضية شغلوهم بقضية أخرى، فلا شك أن ما نراه في الكويت أمر كبير وخاصة لأنه قريب منا، وأن تعطُّلَ الدعوة في الكويت، وتعطل منابع للخير فيها يؤثر على الدعوة في عامة العالم الإسلامي، ولا شك في ذلك، وهي جديرة أن يهتم بها، لكن لا يعني ذلك أن ننسى القضايا الأخرى.
    وانظروا إلى أعداء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هؤلاء الذين لا تلهيهم قضية عن قضية؛ لأن لديهم التخصصات والاستشارات والدراسات الوافية عن كل مشكلة، وكل موضوع، وانظروا إلى الحرب النفسية التي يجعلوننا نعيش فيها، فرئيس الدولة في إجازة ونائبه في إجازة ووزير الدفاع في إجازة.
    شيء عجيب جداً!!
    لماذا مع هذه الأحداث؟ وخاصة أن عندهم في الداخل مشاكل وعندهم في أماكن كثيرة أمور لم تحسم ولم تحل ومع ذلك فإنهم بهذا الحال، لأنهم حقيقة أخذوا بسنة الله في التخطيط والدراسة والشورى، ولذلك لا تأتيهم الأمور صدفة، ولا تأتيهم قضية تشغلهم عن القضايا الأخرى.
    الجوانب الاقتصادية لها حسابها، والجوانب العسكرية لها حسابها، والجوانب السياسية لها حسابها، والمواطنون في إرتيريا لا ينسون ولا يغفل عنهم من أجل المواطنين في العراق، ووحدة ألمانيا والوحدة الأوروبية، ومشاكل كثيرة تُدرس وكلها على مستوى واحد وتنال حظاً من الاهتمام، وإن كانت لا ينالهم من الإعلام لأنه يستأثر بآخر القضايا.
    لكننا مع الأسف إذا جاءتنا قضية شغلتنا عن الأخرى.
    وخير مثال -والأمثلة توضح ذلك- ما ذكره مالك بن نبي رحمه الله عندما ذكر أن حال هذه الأمة، مثل مصارعة الثيران، فالأمة فيها قوة ومقاومة، فالغرب جعلها كالثور الذي يصارع تلك القطعة الحمراء من القماش، فيتلاعب به كما يشاء، وينهك جهده ويذهب قوته دون أن يثمر شيئاً، فيطعنه في الأخير ويخر صريعاً ويموت، وهكذا يفعلون، يرون أننا نستنكر وأن مشاعرنا تثور وعواطفنا تستنفذ فيجعلون أمامنا قضية تستهلك كل قوانا.
    وإذا جاء أحد يذكرنا بغيرها لا يُنظر إليه مطلقاً مع أنه لا ينسينا إياها.
    تذكرون أيام الجهاد الأفغاني كان بعض الإخوة، وبعض الدعاة يقولون: لا تنظروا فقط إلى أفغانستان فالقضايا كبيرة والأخطار محدقة والمصائب من كل جهة، اهتموا ببناء قاعدة للإسلام في هذا البلد، وهو الأساس وهذا هو المنطلق، وما كان يُسمع إليه، وربما يتهم بأن هذا تثبيط أو تخذيل، فلما وقعت الواقعة هنا وإذا به يقال: كل الذي هناك يأتون إلى هنا، وننسى أولئك، فلا هذا ولا هذا.
    يجب أن تكون مواقفنا دائماً متزنة ومحسوبة ومدروسة -والحمد لله- فالمال وفير فنستطيع أن نعطي هنا وهناك، والإعانات والإغاثة كذلك، والطاقات -والحمد لله- لو وجهت ونظمت ورتبت فهي كثيرة، وأقول بهذه المناسبة: جزيرة العرب كانت معروفة بقلة سكانها وقلة مواردها سابقاً، أما الآن فعلى العكس فالموارد بها من أغنى بلاد العالم.
    لكن من ناحية العددية والطاقات الذهنية، هي هي في جميع القرون، هي التي أخرجت الصحابة الذين فتحوا فارس والروم، وهي التي قاومت الصليبين، فما هناك نقص في العدد بل هناك زيادة في المال، والعدد هو هو، فلو وجهت الطاقات والجهود في هذه الأمة في داخل الجزيرة، بل لا نقول في جزيرة العرب كلها، بل فقط المملكة، وأصبحت مسخرة لوجه الله في الإعلام والجيش وفي كل القطاعات من الرجال المؤمنين، توبة صادقة إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، واستقامة صادقة على أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والكف عن كل ما حرم الله، وتوعية مستديمة وشاملة في العقيدة الصحيحة، وفي الإيمان الصحيح، وعن أعداء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لغَيَّرنا والله العالم كله، وهزمنا العالم كله بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فليست هي قضية عجز؛ لأن فينا من الطاقات -ولله الحمد والفضل والمنة- معدن الخير ولا ينضب في جميع العصور، ولا نعدم الخير في هذه البلاد.
    أما الغفلة التي أكثر الناس غارقون فيها، فهي العائق أمام استغلال هذه الطاقات الهائلة لهذه الأمة، ومع ذلك توجهت بعض طاقات من شباب هذه الأمة إلى بعض المجالات، فتفوقت على أهل تلك البلاد في عدة مجالات، في الاكتشاف والبحث العلمي، وكذلك لما توجهت إلى بعض المجالات الجهادية فعلت ما لم تفعله أي بلاد أخرى، ولما توجهت إلى مجالات علمية أنتجت ما لم تنتجه أي بلاد أخرى، فهذه من رحمة الله ونعمته وفضله على هذه البلاد، ولكن نحن نتغافل عن هذه النعمة بالركون إلى الشهوات وملذات الدنيا، مما أورث لدينا الوهن {حب الدنيا وكراهية الموت} كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
  11. الفنانون هم رأس الفتنة وسبب كل مصيبة وليس التطرف

     المرفق    
    السؤال: في جريدة الشرق الأوسط في عدد يوم السبت الماضي ذُكر موضوع وخبر صغير ما معناه أنه قام كثير من الفنانين في مصر بـالقاهرة بعمل فيلم يتكلم عن الأزمة وعن السبب التي قامت من أجله هذه الأزمة وهو التطرف؟
    الجواب: سبحان الله! بدلاً من التضرع، أو من الكلام على التضرع، كان الكلام عن التطرف!! لكي يزيدوننا خسارة ووبالاً، ولا شك أن الأعداء يستغلون مثل هذه الأشياء، ويقولون: من أسباب المشاكل هو: التطرف، ومن عجيب ما بلغني أنه لما طُلب من بعض المستشارين أو بعض الناس، أن يكتب عن كثرة انتشار جرائم قطع الطريق، جعل من ضمن الأسباب التطرف الديني، فسبحان الله! فهم أعداء هذا الدين، وأعداء للدعوة، ويريدون أن ينتهزوا أي فرصة لإدخال هذا الشيء الذي يرون أن الناس يستنكرونه ويستفظعونه بحيث إنهم يضعون هذا العدو اللدود من ضمنه أو من أحد أسبابه.
    وليس بغريب على الفنانين الذين هم سبب المصائب، وسبب كل بلاء، بما أشاعوه في الأمة من الفحشاء واللهو والغفلة عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في التلفزيون وفي الصحافة والمجلات، واستأثروا بحديث المجالس كما قال بعض الشعراء من الوزراء، يقول: '' أصبح الحكام يغبطون الفنانين ولاعبي الكرة على هذه المكانة التي يحصلون عليها عند الناس ''، ومع ذلك فهم الذين يرسخون جذور الفتنة والبلاء وأسباب النقم والعذاب في الأمة، ثم بعد ذلك يقولون: إن التطرف هو السبب، وإذا أتوا عند التطرف لا يقولون: تطرف حزب البعث، أو تطرف المفسدين في فسادهم، لا، بل يعنون به وجود هذا الشباب المؤمن الطيب الذي أكثره -كما هو الحال في بداية التمسك- إعفاء اللحية ورفع الثوب قليلاً عن الكعبين''.
  12. تركيز النصح والإرشاد على من نزلت بهم المحنة

     المرفق    
    السؤال: إن الكثير من التذكير والنصح والإرشاد لوحظ أنه مقتصر على طلبة العلم والإخوة في الله وهذا شيء طيب، ولكن من حلت بهم المحنة أحق بأن يركز الدعاة في دعوتهم إلى التوبة والإنابة في كل حرب، ولأن وَقْع التذكرة في هذه الظروف أجدى من أي وقت آخر، ويا حبذا من توجيه هذه الدعوة إلى طلبة العلم الحضور، لكي يتوجهوا إلى الأماكن التي يوجد بها الإخوان الكويتيين ونصحهم؟
    الجواب: المحنة هي للجميع، فلا نتكلم نحن عن الكويت فقط؛ لأن المصيبة دائرة بالجميع وأحاطت بالكل، وإنما هؤلاء الذين أحاطت بهم المحنة هم أحق بأن تركز الدعوة عليهم، وبالنسبة لإخواننا الكويتيين في جدة فهذا شيء ضروري جداً، ولا يجوز أن نتخلى عنه من ناحية إغاثتهم بما يحتاجون من لوازم الحياة، ومن ناحية إغاثتهم مما هو أهم وأحوج، وهم أحوج ما يكونون إليه، وهو الإيمان والدعوة إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والحمد لله هناك جهود رتبت لهذا الشأن، نسأل الله أن تأخذ دورها في التنفيذ - بإذن الله تعالى- من محاضرات، ومواعظ وغيرها، ولا شك أن هذا واجب علينا، ونؤكد عليه بدورنا.
  13. طلب الدعاء

     المرفق    
    السؤال: الأخ يرى أن ندعو الآن؟ الجواب: ما أرى أننا ندعو الآن، فأنا أقصد بالتضرع إلى الله أنها حالة دائمة، وإن كان لا مانع أن ندعو الآن جميعاً، لكن أقول: يجب أن نجعل هذه الحالة دائمة، فالتضرع نجعله حالة دائمة في كل الأحوال، ونحن بحاجة إلى الله في كل الأحوال، فنحن مذنبون في كل الأحوال ومقصرون، فلا نستغني عن الدعاء الآن وفي كل حين، ونسأل الله الإجابة، والله المستعان.
  14. تعليق على صور للنساء في مجلة تايم

     المرفق    
    السؤال: هذه صور من مجلة تايم، وغيرها من المجلات، كما أشرنا وتشتمل على صور المجندات والنساء اللاتي قدمن مع هذه القوات؟
    الجواب: هذه من المصائب، نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يرفها ويدفعها عنا، هذا بلاء على بلاء، فوجود وقدوم هؤلاء لا شك أنه بلاء خصوصاً النساء بالذات، لأنه كما تعلمون، وكما هو واقع في وجود القوات الأمريكية دائماً في أي بلد، في بانكوك وفي أيام حرب فيتنام وفي غيرها.
    فأنا أقول: يجب أن نعرف هذا لأنه من الأمور البدهية وما ينازعنا فيها أحد إلا من كان مكابراً في البديهيات، أن الإنسان الأمريكي مستحيل أن يستغني عن الخمر والزنا والمخدرات فحياتهم هي هذه، وهذه هي متعتهم، وهذه هي شهوتهم، وهذا هو إيمانهم، فهم لا يؤمنون بالآخرة، ولا يحسبون لها أي حساب، فلا نستغرب أن ينزلوا إلى أي بلد إلا ومعهم الخمر والنساء، وما يسمونه الترفيه، كما قرأتم في الجرائد عن الآلاف من الكريمات والدهانات الحرارية التي وصلتهم حتى يدهنوا أنفسهم بها، فهذه هي حياتهم، وهل تظنون أنهم جاءوا من أجل سواد عيوننا أو تقديراً أو احتراماً لنا أو لديننا أو لتقاليدنا؟
    طبعاً ما جاءوا من أجل ذلك، كما أنه أيضاً هل تظنون أنهم من أجلنا يتركون هذه الشهوات وهم لا يرجون عند الله شيئاً والله يقول: ((وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ))[النساء:104] فأي شيء يرجون غير هذه الدنيا فقط؟!
    ((إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ))[يونس:7].
    لكن نحن علينا واجب كبير، وواجب عظيم، كل واحد منا بما يستطيع، وهو أن ننبه وندعو ونطالب ونذكر بأي أسلوب نراه، وبكل مكان بحسَبِه، أن هذا البلاء إن لم يرفع كله فعلى الأقل أنه يُحد إلى أقصى حد، فهذا واجب، وإن لم نفعل ذلك فلا شك أننا أغضبنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
    فهذه الصور المعروضة في المجلات مثلاً من شواهداً لحال، والصور في الواقع أكثر من ذلك.
    وتكلم بعض الإخوان، وكتبوا لنا بما هو أعظم من ذلك، وهذه المصيبة نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يدفعها، ويرفعها عنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.